المتحور الجديد لفيروس كورونا: “نيمبوس” و”ستراتوس” – تفاصيل شاملة عن التحدي الصحي الجديد في 2025
في ظل استمرار تطور فيروس كورونا (SARS-CoV-2)، يشهد العالم في أكتوبر 2025 ارتفاعاً ملحوظاً في الحالات المصابة بسبب متحورات جديدة أصبحت مهيمنة عالمياً. المتحوران الأبرز هما “نيمبوس” (Nimbus، المعروف علمياً بـ NB.1.8.1) و”ستراتوس” (Stratus، المعروف بـ XFG أو XFB في بعض التقارير). هذان المتحوران، اللذان ينتميان إلى سلالة أوميكرون، يُعتبران مسؤولين عن الزيادة السريعة في الإصابات في مناطق مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، أوروبا، وآسيا. في هذا المقال، سنستعرض التفاصيل الكاملة لهذين المتحورين بناءً على أحدث التقارير الطبية والعلمية، مع التركيز على أصلهما، انتشارها، الأعراض، التأثير على اللقاحات، والإجراءات الوقائية.
أصل المتحورين وتطورهما
يُعتبر “نيمبوس” (NB.1.8.1) و”ستراتوس” (XFG) من المتحورات الفرعية لسلالة أوميكرون، التي سيطرت على الجائحة منذ عام 2021. ظهر “نيمبوس” لأول مرة في صيف 2025، وسرعان ما انتشر بسبب قدرته على التهرب جزئياً من المناعة المكتسبة من الإصابات السابقة أو اللقاحات. 26 أما “ستراتوس”، فقد أصبح المتحور المهيمن في الولايات المتحدة، حيث يشكل نسبة كبيرة من الحالات الجديدة، ويتميز بسرعة انتشاره العالية. 27
وفقاً لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أوروبا (ECDC)، يتم مراقبة هذه المتحورات كجزء من “المتحورات ذات الاهتمام” (Variants of Concern)، حيث يتم تقييمها بانتظام بناءً على البيانات الجينومية والوبائية. 28 كما أشارت تقارير إلى متحور آخر يُدعى “فرانكنشتاين” (Frankenstein)، وهو أيضاً من سلالة أوميكرون، لكنه أقل انتشاراً ويُعتبر منخفض الخطورة نسبياً مقارنة بنيمبوس وستراتوس. 33 هذه المتحورات تتطور داخل المصابين المزمنين أو غير الملقحين، مما يسمح للفيروس بالتكيف مع المناعة البشرية.
في المملكة المتحدة، أفادت هيئة الصحة العامة (UKHSA) بأن هذين المتحورين هما الأكثر شيوعاً حالياً، مع زيادة في الحالات منذ أغسطس 2025. 30 أما في الولايات المتحدة، فقد أصبح “ستراتوس” المتحور الرئيسي، مع ارتفاع في الحالات يصل إلى ضعف ما كان عليه في الشهور السابقة. 34
الانتشار العالمي والإحصاءات
منذ سبتمبر 2025، شهدت الحالات ارتفاعاً حاداً. في المملكة المتحدة، تضاعفت الإصابات منذ أغسطس، مع زيادة في الدخول إلى المستشفيات، خاصة بين غير الملقحين. 29 في الولايات المتحدة، يسيطر “ستراتوس” على الساحة، بينما ينتشر “نيمبوس” في آسيا وأوروبا. 16 وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض، أصبح هذان المتحوران مسؤولين عن غالبية الإصابات الجديدة عالمياً، مع انتشار سريع في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
في كاليفورنيا، على سبيل المثال، توقفت تقارير التسلسل الجينومي مؤقتاً في أبريل 2025، لكن التقارير الحديثة تشير إلى استمرار الانتشار. 32 كما أن هناك مخاوف من تأثير هذه المتحورات على الأطفال والمسنين، مع زيادة في الوفيات الزائدة بين المواليد في 2025، ربما بسبب انتقال الجينات من الأمهات اللواتي تلقين اللقاحات السابقة. 18
الأعراض الشائعة والمميزة
تختلف أعراض هذين المتحورين قليلاً عن السلالات السابقة، لكنها تشمل بشكل عام:
- ألم حنجرة شديد: يُوصف بأنه “شفرة حلاقة” أو “حرقة حادة”، وهو من الأعراض الأكثر شيوعاً. 29
- سعال جاف ومستمر.
- ارتفاع درجة الحرارة وإرهاق شديد.
- فقدان الشهية وآلام في الجسم.
- أعراض أخرى: مثل الصداع، الإسهال، أو فقدان الشم والتذوق في بعض الحالات.
في بعض التقارير، أشير إلى أن هذه المتحورات قد تسبب أعراضاً طويلة الأمد، مثل مشاكل عصبية أو إرهاق مزمن، خاصة إذا كانت تحمل طفرات مثل L452R التي تعزز الارتباط بالخلايا البشرية. 19 كما أن الأعراض قد تكون أكثر شدة لدى غير الملقحين أو ذوي المناعة الضعيفة. 23
التأثير على اللقاحات والعلاجات
اللقاحات الحالية، مثل تلك المبنية على تقنية mRNA (فايزر وموديرنا)، توفر حماية جزئية ضد هذه المتحورات، خاصة في منع الحالات الشديدة والوفيات. ومع ذلك، انخفضت فعاليتها في منع الإصابة بسبب الطفرات في بروتين الشوكة (Spike Protein). 25 يُنصح بالجرعات التعزيزية لعام 2025، التي تم تحديثها لمواجهة سلالة أوميكرون.
في مجال العلاجات، هناك تطورات جديدة مثل مركب ACE2 ثلاثي يحاكي مستقبل الفيروس، مما يمنع الدخول إلى الخلايا بفعالية عالية ضد جميع المتحورات المعروفة. 24 كما أن الأدوية المضادة للفيروسات مثل باكسلوفيد لا تزال فعالة، لكن يجب استشارة الطبيب.
الإجراءات الوقائية والنصائح
للحد من الانتشار:
- ارتداء الكمامات: خاصة في الأماكن المزدحمة، مثل FFP3 للحماية الأفضل. 15
- التلقيح: الحصول على الجرعات التعزيزية.
- التهوية: ضمان تدفق الهواء النقي في الأماكن المغلقة.
- الاختبار: استخدام الاختبارات المنزلية، رغم أنها قد تكون أقل دقة مع المتحورات الجديدة. 2
- تعزيز المناعة: تناول الفيتامينات مثل C، E، والزنك.
خاتمة: الاستعداد للمستقبل
رغم أن “نيمبوس” و”ستراتوس” لا يُعتبران أكثر فتكاً من المتحورات السابقة، إلا أن سرعة انتشارهما تذكرنا بأن الجائحة لم تنتهِ بعد. مع استمرار التطور الجينومي للفيروس، يجب على الحكومات والأفراد الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب موجات جديدة. تابعوا التحديثات من مصادر موثوقة مثل منظمة الصحة العالمية، وتذكروا: الوقاية خير من العلاج. إذا كنتم تشعرون بأعراض، استشيروا الطبيب فوراً.
(هذا المقال مبني على بيانات حديثة حتى أكتوبر 2025، وقد تتغير المعلومات مع تطور الوضع.)
