أفلام ومسلسلات وترفيه

فريزر: مسلسل الكوميديا الذكية الذي سرق قلوب الملايين.. ونايلز كرين الذي سرق الأضواء

مسلسل فريزر (Frasier)، الذي عرض لأول مرة عام 1993 واستمر 11 موسماً حتى 2004، هو أحد أبرز الإنجازات في تاريخ الكوميديا التلفزيونية الأمريكية. كان في الأصل spin-off لمسلسل الشهير Cheers، حيث يتابع قصة الدكتور فريزر كرين (كيلسي غرامر)، الطبيب النفسي الذي يعود إلى مسقط رأسه في سياتل بعد طلاقه، ليبدأ برنامجاً إذاعياً يقدم فيه نصائح نفسية للمستمعين. لكن ما حوّل المسلسل إلى أسطورة لم يكن فريزر وحده، بل عائلته المجنونة والمضحكة: والده مارتن (جون ماهوني)، الكلب إيدي، المنتجة روز (بيري جيلبين)، وخاصة شقيقه الأصغر الدكتور نايلز كرين، الذي أداه ببراعة ديفيد هايد بيرس.

دخل ديفيد هايد بيرس إلى موقع تصوير “فريزر” لأول مرة، عدّل ربطة عنقه، وسأل الكتّاب بهدوء: «هل تريدونه قلقاً، أم تريدونه يائساً؟» بحلول نهاية البروفة، كان طاقم العمل يصفق له.

لم يكن نايلز مُخططاً له في البداية. المنتجون رأوا صورة بيرس ولاحظوا تشابههبه مع كيلسي غرامر، فأنشأوا الدور خصيصاً له. كان من المفترض أن يكون فريزر النجم الوحيد، لكن بيرس حوّل نايلز – الأخ الأصغر العصابي، المتكبر، المهووس بالنظافة والثقافة العالية، ذو القلب الأكبر من غروره – إلى واحدة من أكثر الشخصيات حدّة وحباً في تاريخ التلفزيون. توقيته كان جراحياً، وقفته مثالية، وصوته سيمفونية من التهذيب العصبي. الجمهور لم يضحك فقط على نايلز، بل تعرف عليه، ورأى فيه جزءاً من نفسه: الإنسان الذي يخفي ضعفه خلف طبقات من الادعاء والذكاء.

من هو نايلز كرين حقاً؟

نايلز هو طبيب نفسي يونغي (بينما فريزر فرويدي)، أكثر غروراً وأناقة من شقيقه، متزوج من ماريس الغامضة (التي لم تظهر وجهها أبداً طوال المسلسل، مما أضاف للكوميديا عبقرية إضافية). يعاني من حساسية تجاه كل شيء تقريباً، يحب الشيري النادر والأوبرا، ويتنافس مع فريزر في كل شيء: من المطاعم الفاخرة إلى الشهرة في المجتمع الراقي. لكن أجمل ما فيه هو حبه السري لدافني مون (جين ليڤز)، ممرضة والده، الذي استمر سبعة مواسم كاملة في علاقة “هل سيحدث أم لا؟” مليئة باللحظات المؤثرة والمضحكة.

بعض أجمل لحظات نايلز الكوميدية الخالدة:

  • حرق بنطاله أثناء كيه في شقة فريزر، ثم محاولته إخفاء الحريق بطريقة تؤدي إلى فوضى كاملة (حلقة “Three Valentines”).
  • إدمانه لمسكنات الألم بسبب “حساسية الورق”، وهو يصرخ “Niles gotta have it!”.
  • سقوطه المسرحي المبالغ فيه عندما يحاول مقاضاة مقهى بسبب كرسي.
  • علاقته بدافني: من شم شعرها سراً إلى اعترافه أخيراً، ثم زواجهما وإنجابهما ابناً اسمه ديفيد.

ساهم نايلز، بفضل أداء بيرس الجسدي واللفظي الاستثنائي، في فوز المسلسل بـ37 جائزة إيمي (رقم قياسي لمسلسل كوميدي)، منها أربع جوائز إيمي لديفيد هايد بيرس كأفضل ممثل مساعد (1995، 1998، 1999، 2004)، وترشيح 11 مرة متتالية – رقم قياسي آخر.

قبل “فريزر”، كان بيرس ممثلاً مسرحياً يكافح ليُلاحَظ. درس الموسيقى الكلاسيكية في ييل، أدّى شكسبير، وقضى سنوات يتنقل بين أدوار صغيرة. لكن نايلز غيّر حياته إلى الأبد.

خارج الكاميرا، بقي بيرس بعيداً عن الشهرة. تبرّع بهدوء لأبحاث الإيدز، عاد إلى برودواي حيث فاز بجائزة توني عن “Curtains”، وأدى إلى جانب بيت ميدلر في “Hello, Dolly!”. أعلن ميوله الجنسية عام 2007 بجملة واحدة فقط، بدون ضجة.

ماذا عن إعادة الإنتاج (الريبوت) عام 2023؟

عاد المسلسل على Paramount+ مع كيلسي غرامر، لكن بدون نايلز. رفض ديفيد هايد بيرس العودة، قائلاً إنه أحب الدور لكنه يريد تجارب جديدة، وأن “فريزر انتقل إلى عالم جديد”. يظهر ابن نايلز ودافني (أندرس كيث) كشخصية رئيسية، لكن غياب نايلز جعل الكثيرين يشتاقون للكيمياء الأخوية التي كانت قلب المسلسل الأصلي.

ديفيد هايد بيرس لم يحتج يوماً إلى رفع الصوت كي يكون عبقرياً. بنى مسيرته على السكون، والإيقاع، والذكاء الذي لم يصرخ طلباً للانتباه. عبقريته لم تكن في إضحاك الناس على العصاب، بل في جعلهم يرون الإنسانية المختبئة داخله.

إذا لم تشاهد “فريزر” بعد، فأنت تفوتك واحدة من أذكى وأجمل الكوميديا في التاريخ. وإذا شاهدته، فأعد مشاهدة حلقات نايلز.. ستضحك وتبكي في الوقت نفسه.

مسلسل فريزر (Frasier)، الذي عرض لأول مرة عام 1993 واستمر 11 موسماً حتى 2004، هو أحد أبرز الإنجازات في تاريخ الكوميديا التلفزيونية الأمريكية. كان في الأصل spin-off لمسلسل الشهير Cheers، حيث يتابع قصة الدكتور فريزر كرين (كيلسي غرامر)، الطبيب النفسي الذي يعود إلى مسقط رأسه في سياتل بعد طلاقه، ليبدأ برنامجاً إذاعياً يقدم فيه نصائح نفسية للمستمعين. لكن ما حوّل المسلسل إلى أسطورة لم يكن فريزر وحده، بل عائلته المجنونة والمضحكة: والده مارتن (جون ماهوني)، الكلب إيدي، المنتجة روز (بيري جيلبين)، وخاصة شقيقه الأصغر الدكتور نايلز كرين، الذي أداه ببراعة ديفيد هايد بيرس.

دخل ديفيد هايد بيرس إلى موقع تصوير “فريزر” لأول مرة، عدّل ربطة عنقه، وسأل الكتّاب بهدوء: «هل تريدونه قلقاً، أم تريدونه يائساً؟» بحلول نهاية البروفة، كان طاقم العمل يصفق له.

لم يكن نايلز مُخططاً له في البداية. المنتجون رأوا صورة بيرس ولاحظوا تشابههبه مع كيلسي غرامر، فأنشأوا الدور خصيصاً له. كان من المفترض أن يكون فريزر النجم الوحيد، لكن بيرس حوّل نايلز – الأخ الأصغر العصابي، المتكبر، المهووس بالنظافة والثقافة العالية، ذو القلب الأكبر من غروره – إلى واحدة من أكثر الشخصيات حدّة وحباً في تاريخ التلفزيون. توقيته كان جراحياً، وقفته مثالية، وصوته سيمفونية من التهذيب العصبي. الجمهور لم يضحك فقط على نايلز، بل تعرف عليه، ورأى فيه جزءاً من نفسه: الإنسان الذي يخفي ضعفه خلف طبقات من الادعاء والذكاء.

من هو نايلز كرين حقاً؟

نايلز هو طبيب نفسي يونغي (بينما فريزر فرويدي)، أكثر غروراً وأناقة من شقيقه، متزوج من ماريس الغامضة (التي لم تظهر وجهها أبداً طوال المسلسل، مما أضاف للكوميديا عبقرية إضافية). يعاني من حساسية تجاه كل شيء تقريباً، يحب الشيري النادر والأوبرا، ويتنافس مع فريزر في كل شيء: من المطاعم الفاخرة إلى الشهرة في المجتمع الراقي. لكن أجمل ما فيه هو حبه السري لدافني مون (جين ليڤز)، ممرضة والده، الذي استمر سبعة مواسم كاملة في علاقة “هل سيحدث أم لا؟” مليئة باللحظات المؤثرة والمضحكة.

بعض أجمل لحظات نايلز الكوميدية الخالدة:

  • حرق بنطاله أثناء كيه في شقة فريزر، ثم محاولته إخفاء الحريق بطريقة تؤدي إلى فوضى كاملة (حلقة “Three Valentines”).
  • إدمانه لمسكنات الألم بسبب “حساسية الورق”، وهو يصرخ “Niles gotta have it!”.
  • سقوطه المسرحي المبالغ فيه عندما يحاول مقاضاة مقهى بسبب كرسي.
  • علاقته بدافني: من شم شعرها سراً إلى اعترافه أخيراً، ثم زواجهما وإنجابهما ابناً اسمه ديفيد.

ساهم نايلز، بفضل أداء بيرس الجسدي واللفظي الاستثنائي، في فوز المسلسل بـ37 جائزة إيمي (رقم قياسي لمسلسل كوميدي)، منها أربع جوائز إيمي لديفيد هايد بيرس كأفضل ممثل مساعد (1995، 1998، 1999، 2004)، وترشيح 11 مرة متتالية – رقم قياسي آخر.

قبل “فريزر”، كان بيرس ممثلاً مسرحياً يكافح ليُلاحَظ. درس الموسيقى الكلاسيكية في ييل، أدّى شكسبير، وقضى سنوات يتنقل بين أدوار صغيرة. لكن نايلز غيّر حياته إلى الأبد.

خارج الكاميرا، بقي بيرس بعيداً عن الشهرة. تبرّع بهدوء لأبحاث الإيدز، عاد إلى برودواي حيث فاز بجائزة توني عن “Curtains”، وأدى إلى جانب بيت ميدلر في “Hello, Dolly!”. أعلن ميوله الجنسية عام 2007 بجملة واحدة فقط، بدون ضجة.

ماذا عن إعادة الإنتاج (الريبوت) عام 2023؟

عاد المسلسل على Paramount+ مع كيلسي غرامر، لكن بدون نايلز. رفض ديفيد هايد بيرس العودة، قائلاً إنه أحب الدور لكنه يريد تجارب جديدة، وأن “فريزر انتقل إلى عالم جديد”. يظهر ابن نايلز ودافني (أندرس كيث) كشخصية رئيسية، لكن غياب نايلز جعل الكثيرين يشتاقون للكيمياء الأخوية التي كانت قلب المسلسل الأصلي.

ديفيد هايد بيرس لم يحتج يوماً إلى رفع الصوت كي يكون عبقرياً. بنى مسيرته على السكون، والإيقاع، والذكاء الذي لم يصرخ طلباً للانتباه. عبقريته لم تكن في إضحاك الناس على العصاب، بل في جعلهم يرون الإنسانية المختبئة داخله.

إذا لم تشاهد “فريزر” بعد، فأنت تفوتك واحدة من أذكى وأجمل الكوميديا في التاريخ. وإذا شاهدته، فأعد مشاهدة حلقات نايلز.. ستضحك وتبكي في الوقت نفسه.

Fb img 17634540018883472091613762399498
فريزر: مسلسل الكوميديا الذكية الذي سرق قلوب الملايين.. ونايلز كرين الذي سرق الأضواء 3

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى