ثقافة ودين

ليله القدر كيف تعرفها؟

ليلة القدر:

يقول الشيخ ابن عجيبة الحسني رضي الله عنه : ( أهل القلوب من العارفين ، الأوقاتُ كلها عندهم ليلة القدر ، والأماكن عندهم كلها عرفات ، والأيام كلها جمعات ، لأنّ المقصود من تعظيم الزمان والمكان هو باعتبار ما يقع فيه من التقريب والكشف والعيان ، والأوقات والأماكن عند العارفين كلها سواء في هذا المعنى ..
كما قال شاعرهم:
( لولا شهودُ جمالكم في ذاتي
ما كنتُ أَرْضَى ساعة بِحَياتي

ما ليلةُ القدرُ المعظَّم شأنُها
إلاَّ إذا عمرَتْ بكُم أوقَاتِي
إنَّ المحبَّ إذا تمكَّنَ في الهَوَى
والحب لم يَحْتَجْ إلى ميقاتِ )

ويقول الإمام الحجة الغزالي رحمه الله تعالى :

في رمضان تعلم ليلة القدر فيه باليوم الأول من الشهر ، فإن كان أوله :
١- يوم الأحد أو يوم الأربعاء ، فهي ليلة تسع وعشرين .
٢- أو يوم الأثنين ، فهي ليلة إحدى وعشرين .
٣- أو يوم الثلاثاء أو يوم الجمعة ، فهي ليلة سبع وعشرين .
٤- أو يوم الخميس ، فهي ليلة خمس وعشرين .
٥- أو يوم السبت ، فهي ليلة ثلاث وعشرين .

قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رحمه الله تعالى: ( ومنذ بلغت من الرجال ما فاتتني ليلة القدر بهذه القاعدة المذكورة ) …انتهى…
(كذا في كتاب إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين للسيدبكري شطا رحمه الله تعالى ) .

واعلم أن إحياء ليلة القدر على ثلاث مراتب :
1- أعلاها : أن يحيي كل الليل بأنواع العبادة ؛ كالصلاة وقراءة القرآن وكثرة الدعاء المشتمل على قوله (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )

2- أوسطها : أن يحيي معظم الليل بالصلاة وقراءة القرآن وغيرها من الطاعات ٠

3- أدناها : أن يصلي العشاء في جماعة ويعزم على صلاة الصبح في جماعة .

قال لإمام الشافعي رضي الله عنه :
(من شهد العشاء والصبح ليلة القدر أي في جماعة فقد أخذ بحظه منها ) .
ويندب أن يجتهد المسلم في يومها كما يحتهد في ليلتها . ( كذا في حاشية الباجوري)

قد تكون الليله ليلة القدر
لا تنسونا من صالح دعواتكم
نسأل الله لنا ولكم العفو والعافيةوالتوفيق والسلامة وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسْن عبادته ويحققنا بالعبودية ويعتق رقابنا ووالدينا من النار بجاه سيدنا المختار صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .

إخواني
“لا تبحثوا عن ليلة القدر بين أعمدة المساجد فحسب!
ابحثوا عنها في رضا أب وأم وأخ وأخت ، في صلة رحم وإطعام مسكين وكسوة عاري ، وتأمين خائف ورفع مظلمة ، وكفالة يتيم ومساعدة مريض وسبب شفائه ، ابحثوا عنها في رضا الرب والإقلاع عن الذنب وتغير النفس إلى نفس مطمئنة”.

و ‏من جواهر الإمام الحجة الغزالي رحمه الله تعالى :
” إنّ ذكرَ الله لـيسَ استحضاراً لغائـب !!!
إنّما هو حضورُك أنـتَ من غـيبةٍ ،
وإفاقـتك أنـت من غـفـلةٍ “

Img 3036 1
ليله القدر كيف تعرفها؟ 3
زر الذهاب إلى الأعلى