انتصارات مصرية في أفريقيا: الأهلي والزمالك يبدآن مشوارهما القاري بقوة

القاهرة – 19 أكتوبر 2025
في يوم مثير شهد عودة الناديين الكبيرين إلى الساحة الأفريقية، حقق النادي الأهلي والزمالك انتصارات مهمة أمس السبت 18 أكتوبر، ضمن منافسات دور الـ32 في بطولتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية. هذه النتائج تعزز من آمال الأندية المصرية في الدفاع عن الإنجازات القارية، وسط تفاؤل جماهيري كبير ببداية قوية للموسم الجديد.
الأهلي يفتتح بـ”هدف صديق” ويضع قدمًا في دور المجموعات
كان النادي الأهلي، حامل اللقب 12 مرة في تاريخ البطولة، أول من يقص شريط مشواره في دوري أبطال إفريقيا، حيث واجه مضيفه إيجل نوار البوروندي في لقاء الذهاب على ملعب “بيس بارك” في بوجومبورا. انتهت المباراة بفوز مستحق للأهلي بهدف نظيف، سجله اللاعب البوروندي كانياموكينجي في الدقيقة 36 بالخطأ في مرماه، بعد عرضية دقيقة من الظهير محمد هاني.
تحت قيادة المدير الفني الجديد ييس توروب، الذي تولى المهمة مؤخرًا، أظهر الأهلي سيطرة دفاعية قوية رغم غياب نجوم مثل أشرف داري، كريم فؤاد، حسين الشحات، أحمد رضا، وإمام عاشور بسبب الإصابات. كما عاد الظهير الأيسر محمد شكري بعد غياب طويل، وشارك أحمد عابدين ومحمد عبد الله من منتخب الشباب في التشكيلة.
رغم الاعتماد على عامل الأرض لدى الخصم، الذي تأهل إلى هذا الدور بعد تعادلين مع أساس تيليكوم الجيبوتي، نجح الأهلي في الحفاظ على هدفه وتقديم أداء متوازن، مما يجعل لقاء الإياب يوم 25 أكتوبر على ستاد القاهرة الدولي مجرد إجراء شكليًا للتأهل إلى دور المجموعات. هذا الفوز يعكس خبرة الأهلي في البطولات القارية، حيث يسعى للدفاع عن لقبه الأخير في 2024 وتعزيز سجله كأكثر الأندية تتويجًا في تاريخ الدوري الأفريقي.
الزمالك يسحق ديكاداها بسداسية ويرسل رسالة قوية
في الوقت نفسه، أغلق الزمالك فمه بقوة في بطولة كأس الكونفدرالية، حيث استقبل ديكاداها الصومالي على ستاد القاهرة الدولي في مباراة الذهاب. انتهى اللقاء بفوز مذهل بنتيجة 6-0، حققها الفريق الأبيض في عرض تكتيكي هجومي متفجر، مع ثلاثة أهداف في الشوط الأول وحتى الخامسة في الشوط الثاني.
سجل الأهداف مجموعة من اللاعبين، بما في ذلك ضربات الجناحين والوسط، مما يبرز عمق الفريق تحت إشراف الجهاز الفني. كان الزمالك يلعب مباراته الأولى في البطولة هذا الموسم، بعد نقل اللقاء إلى القاهرة بموافقة الاتحاد الأفريقي، وأظهر تفوقًا مطلقًا أمام الفريق الصومالي الذي يعتمد على لاعبين محليين محدودي الخبرة القارية.
هذا الانتصار الكبير يضع الزمالك في موقف مثالي قبل الإياب، ويرسل إشارة إلى المنافسين بأن الفريق جاهز لاستعادة اللقب الذي فاز به مرتين سابقًا (2000 و2019). الجماهير الزملكاوية، التي ملأت الملعب، احتفلت بحماس، معتبرة هذا الفوز بداية لمشوار واعد يعتمد على التنوع الهجومي والدفاع الحديدي.
دلالة اليومين الأحمر والأبيض على الكرة المصرية
يأتي هذان الفوز في وقت يشهد فيه الدوري المصري توترًا محليًا، خاصة مع اقتراب ديربي القاهرة التقليدي بين الأهلي والزمالك. إجمالي المواجهات التاريخية بين الناديين يصل إلى 224 مباراة، مع تفوق أهلاوي بـ97 فوزًا مقابل 51 للزمالك و76 تعادلًا، لكن الزمالك يحمل طموحًا كبيرًا في البطولات الأفريقية لتعويض ذلك.
مع هذه النتائج، يعزز الأهلي والزمالك مكانة الكرة المصرية كقوة قارية، حيث يمثلان أكثر من 20 لقبًا أفريقيًا مجتمعين. الآن، تنتظر الجماهير لقاءات الإياب، لكن الرسالة واضحة: مصر عائدة بقوة إلى عرش أفريقيا. هل يستمر هذا الزخم؟ الإجابة تكمن في الأسابيع القادمة، لكن أمس كان يومًا يستحق الاحتفاء به.

